وقد أضلَّ هؤلاء المتبوعون كثيرًا من الناس بما زيَّنوا لهم من طرق الغَواية والضلال. ثم قال نوح -عليه السلام-: ولا تزد- يا ربنا- هؤلاء الظالمين لأنفسهم بالكفر والعناد إلا بُعْدا عن الحق. فبسبب ذنوبهم وإصرارهم على الكفر والطغيان أُغرقوا بالطوفان، وأُدخلوا عقب الإغراق نارًا عظيمة اللهب والإحراق، فلم يجدوا من دون الله مَن ينصرهم، أو يدفع عنهم عذاب الله. ﴿ تفسير الجلالين ﴾
«ومكروا» أي الرؤساء «مكرا كبَّارا» عظيما جدا بأن كذبوا نوحا وآذوه ومن اتبعه. ﴿ تفسير السعدي ﴾
وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا أي: مكرا كبيرا بليغا في معاندة الحق. ﴿ تفسير البغوي ﴾
( ومكروا مكرا كبارا) أي كبيرا عظيما يقال: كبير وكبار بالتخفيف كبار بالتشديد ، كلها بمعنى واحد ، كما يقال: أمر عجيب وعجاب وعجاب بالتشديد وهو أشد في المبالغة. واختلفوا في معنى مكرهم. قال ابن عباس: قالوا قولا عظيما. وقال الضحاك: افتروا على الله وكذبوا رسله وقيل: منع الرؤساء أتباعهم عن الإيمان بنوح [ وحرضوهم] على قتله. ﴿ تفسير الوسيط ﴾
وقوله: وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً صفة أخرى من صفاتهم الذميمة، وهو معطوف على صلة «من» والجمع باعتبار معناها، كما أن الإفراد في الضمائر السابقة باعتبار اللفظ.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة نوح - الآية 22
رب اغفر لي ولوالدي، ولمن دخل بيتي مؤمنا، وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا..
فقد ألهم قلب نوح أن الأرض تحتاج إلى غسل يطهر وجهها من الشر العارم الخالص الذي انتهى إليه القوم في زمانه. وأحيانا لا يصلح أي علاج آخر غير تطهير وجه الأرض من الظالمين، لأن وجودهم يجمد الدعوة إلى الله نهائيا، ويحول بينها وبين الوصول إلى قلوب الآخرين. وهي الحقيقة التي عبر عنها نوح، وهو يطلب الإجهاز على أولئك الظالمين إجهازا كاملا لا يبقي منهم ديارا - أي صاحب ديار - فقال: إنك إن تذرهم يضلوا عبادك.. ولفظة "عبادك" توحي بأنهم المؤمنون. فهي تجيء في السياق القرآني في مثل هذا الموضع بهذا المعنى. وذلك بفتنتهم عن عقيدتهم بالقوة الغاشمة، أو بفتنة قلوبهم بما ترى من سلطان الظالمين وتركهم من الله في عافية! ثم إنهم يوجدون بيئة وجوا يولد فيها الكفار، وتوحي بالكفر من الناشئة الصغار، بما يطبعهم به الوسط الذي ينشئه الظالمون، فلا توجد فرصة لترى الناشئة النور، من خلال ما تغمرهم به البيئة الضالة التي صنعوها. وهي الحقيقة التي أشار إليها قول النبي الكريم نوح عليه السلام، وحكاها عنه القرآن: ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا.. فهم يطلقون في جو الجماعة أباطيل وأضاليل، وينشئون عادات وأوضاعا ونظما وتقاليد، ينشأ معها المواليد فجارا كفارا، كما قال نوح..
من أجل هذا دعا نوح - عليه السلام - دعوته الماحقة الساحقة.
قيل: كانوا يدبِّرون الحيلة على قتل نوح وتحْريش الناس على أذاه وأذى أتْبَاعه. و { كُبَّارا}: مبالغة ، أي كبيراً جداً وهو وارد بهذه الصِّيغة في ألفاظ قليلة مثل طُوَّال أي طويل جداً ، وعُجَّاب ، أي عجيب ، وحُسَّان ، وجُمَّال ، أي جَميل ، وقُرَّاء لكثير القراءة ، ووُضَّاء ، أي وضِيء ، قال عيسى بن عمر: هي لغة يمانية. قراءة سورة نوح
عديل الروح1
29-01-2009 12:28 AM
ومكروا مكرا كبارا
مكر العظماء ومكر رب الأرض والسماء الشيخ / توفيق علي تتعرض الفئة المؤمنة التي وقع عليها اختيار الله للنهوض بالأمة والصعود بها إلى مرتقى الحضارة والتقدم لمكر شديد وصفه رب العالمين: { ومكروا مكرا كبارا} [ نوح: 22]، لكن الله عز وجل طمأن الفئة المؤمنة بأنه محيط بمكر الماكرين ومفسده ومحبطه، ووصاهم سبحانه وتعالى بالصبر، وعدم الضيق؛ لأنه لا يصيبهم من مكر الماكرين شيء إلا بإذنه، لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى، والعاقبة لهم بإذن الله. المَكْرُ في اللغة: الاحتيال والخديعة(1). المكر في الاصطلاح: صرف الغير عما يقصده بحيلة، وهو ضربان:
مكر محمود: وذلك أن يُتحرى بذلك فعلٌ جميل. ومذموم: وهو أن يتحرى به فعل قبيح. حقيقة المكر: فعل يُقْصَد به ضر أحد في هيئة تخفى أو هيئة يحسبها منفعة(2). مكر الله عز وجل
مكر الله استدراجه لعباده من حيث لا يعلمون، قال ابن عباس: "كلما أحدثوا خطيئة جدد الله لهم نعمة"(3). وقال بعضهم: من مكر الله إمهال العبد وتمكينه من أعراض الدنيا، ولذلك قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "من وسع عليه دنياه ولم يعلم أنه مكر به فهو مخدوع عن عقله"(4).
إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة نوح - قوله تعالى - الجزء رقم18
- إعراب قوله تعالى: ومكروا مكرا كبارا الآية 22 سورة نوح
- إسلام ويب - في ظلال القرآن - تفسير سورة نوح - تفسير قوله تعالى إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل- الجزء رقم6
- عرض وقفة أسرار بلاغية | تدارس القرآن الكريم
- الجبري يكسر صمته للمرة الأولى.. ويُهاجم محمد بن سلمان!
- عمارات للبيع في حي العزيزية المدينة
- عبد الرحمن ابو القاسم في الآسيوي غير
- ما هي الدراسات التطبيقية | سواح هوست
- ومكروا مكرا كبارا - مجالس العجمان الرسمي
- مجالس العجمان الرسمي - ومكروا مكرا كبارا
{ وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23)} [نوح]
{ وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا}: المكر الدائم المستمر دأب أهل الكبر والعناد ورفض الشرائع ومحاربة الأنبياء عبر التاريخ, ودعوتهم دائماً معتمدة على الرضى بعقيدة المجتمع والأسلاف مهما كانت فاسدة ومحاربة دعوات الإيمان والإصلاح التي قد تفقدهم بعض الشهوات وبعض الأهواء وستضع لجموح أنفسهم حدوداً شرعية. وهذا ما فعله قوم نوح إذا زاد المكر وقامت الدعوة على التمسك بأصنام الأجداد وأوثانهم ورفض عقيدة التوحيد وشرائع السماء. قال تعالى: { وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23)} [نوح] قال ابن كثير في تفسيره: وقوله: ( { ومكروا مكرا كبارا}) قال مجاهد: ( { كبارا}) أي عظيما. وقال ابن زيد: ( { كبارا}) أي: كبيرا. والعرب تقول: أمر عجيب وعجاب وعجاب. ورجل حسان ، وحسان: وجمال وجمال ، بالتخفيف والتشديد ، بمعنى واحد.
قال مجاهد: يريد العظماء، وقيل: الرؤساء والعظماء، وخصهم بالذكر لأنهم أقدر على الفساد. والمكر: الحيلة في مخالفة الاستقامة وأصله الَفتل، فالماكر يفتل عن الاستقامة أي يصرف عنها(13). "إنها سنة جارية أن ُينتدب في كل قرية وهي المدينة الكبيرة والعاصمة نفرٌ من أكابر المجرمين فيها، يقفون موقف العداء من دين الله.
ومكروا مكرا كُبارا.. والإسلام باق يتمدد - هوية بريس
(ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ) ثم حرف عطف وإن واسمها وماض وفاعله ومفعوله (جِهاراً) مفعول مطلق والجملة خبر إن والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها (ثُمَّ) حرف عطف (إِنِّي أَعْلَنْتُ) إن واسمها وماض وفاعله والجملة خبر إن والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها (لَهُمْ) متعلقان بالفعل (وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ) معطوف على أعلنت لهم (إِسْراراً) مفعول مطلق.. إعراب الآيات (10- 11): {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً (11)}. (فَقُلْتُ) الفاء حرف استئناف وماض وفاعله والجملة مستأنفة لا محل لها (اسْتَغْفِرُوا) أمر مبني على حذف النون والواو فاعله (رَبَّكُمْ) مفعول به والجملة مقول القول (إِنَّهُ) إن اسمها (كانَ) ماض ناقص واسمها مستتر (غَفَّاراً) خبر كان والجملة الفعلية خبر إن والجملة الاسمية تعليل لا محل لها (يُرْسِلِ) مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب والفاعل مستتر (السَّماءَ) مفعول به (عَلَيْكُمْ) متعلقان بالفعل (مِدْراراً) حال والجملة جواب الطلب لا محل لها.. إعراب الآية (12): {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً (12)}.
والمكر: هو التدبير في خفاء لإنزال السوء بالممكور به. أى: أن هؤلاء الزعماء الذين استعملوا نعمك في الشر، لم يكتفوا بتحريض أتباعهم على معصيتي، بل مكروا بي وبالمؤمنين مكرا قد بلغ النهاية في الضخامة والعظم. فقوله: كُبَّاراً مبالغة في الكبر والعظم. أى: مكرا كبيرا جدا لا تحيط بحجمه العبارة. وكان من مظاهر مكرهم: تحريضهم لسفلتهم على إنزال الأذى بنوح- عليه السلام- وبأتباعه، وإيهامهم لهؤلاء السفلة أنهم على الحق، وأن نوحا ومن معه على الباطل. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله: ( ومكروا مكرا كبارا) قال مجاهد: ( كبارا) أي عظيما. وقال ابن زيد: ( كبارا) أي: كبيرا. والعرب تقول: أمر عجيب وعجاب وعجاب. ورجل حسان ، وحسان: وجمال وجمال ، بالتخفيف والتشديد ، بمعنى واحد. والمعنى في قوله: ( ومكروا مكرا كبارا) أي: باتباعهم في تسويلهم لهم بأنهم على الحق والهدى ، كما يقولون لهم يوم القيامة: ( بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا) [ سبأ: 33] ولهذا قال هاهنا: ( ومكروا مكرا كبارا)
﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى: ومكروا مكرا كبارا أي كبيرا عظيما. يقال: كبير وكبار وكبار ، مثل عجيب وعجاب وعجاب بمعنى ، ومثله طويل وطوال وطوال.
الله سبحانه خَير الْمَاكِرِين: قال تعالى: { ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين} [ آل عمران: 54]. ومعنى "خَيْرُ الْمَاكِرِينَ": أي أقواهم عند إرادة مقابلة مكرهم بخذلانه إياهم(5). الله أَسرع مكراً
قال تعالى{.. قل الله أسرع مكرا إن رسلنا يكتبون ما تمكرون} [ يونس: 21]. { قل الله أسرع مكرا}، أي أشد استدراجاً وإمهالاً حتى يظن الظان من المجرمين أنه ليس بمعذب، وإنما هو في مهلة ثم يؤخذ على غرة منه، والكاتبون الكرام يكتبون عليه جميع ما يفعله ويحضونه عليه، ثم يعرضونه على عالم الغيب والشهادة، فيجازيه على الجليل والحقير والنقير والقطمير(6). فالله أقدر على التدبير وإبطال ما يمكرون. ومكرهم مكشوف لديه ومعروف، والمكر المكشوف إبطاله مضمون. لله المكر جمِيعاً
قال تعالى: { وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا يعلم ما تكسب كل نفس وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار} [ الرعد: 42]. "فلله أسباب المكر جميعاً وبيده وإليه، لا يضر مكر من مكر منهم أحداً إلا من أراد ضره به. فلم يضر الماكرون بمكرهم إلا من شاء الله أن يضره ذلك، وإنما ضروا به أنفسهم لأنهم أسخطوا ربهم بذلك على أنفسهم حتى أهلكهم ونجى رسله"(7). إحاطة الله بالماكرين
قال تعالى: { وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم} [ الرعد:46].