فيما يأتي موضوع تعبير عن يوم ماطر اجتمعت فيه أفراد الأسرة مع بعضها في أجواء دافئة: يهطل المطر من السماء ليُحيي القلوب قبل الأرض، فيبعث الدفء في الروح رغم برودة الطقس المرافقة له، فالأجواء المصحوبة بالمطر تجمع أفراد العائلة في مكانٍ واحدٍ يلتفون حول المدفأة المشتعلة، وكأنهم يجدون بها الأمان، ويُراقبون حبّات الكستناء المشوية عليها وكأنها كنزٌ ثمين، فالمطر يُقرّب العائلة من بعضها بعضًا، ويبثّ فيها الألفة والمحبة، ويستذكر أفرادها الكثير من حكاياتهم وذكرياتهم الماضية. المطر بمثابة خيط من الأمل يسحب القلوب ويجعلها في خيطٍ واحد وكأنها عقدٌ من اللؤلؤ، فما أجمل المطر! وما أروع أجواءه الجميلة وطقوسه التي تأخذ القلب وتأسر الروح! وليس أجمل من ذلك التناقض الغريب ما بين برودة الطقس التي تكون مصحوبة بالمطر، وما بين دفء البيوت والقلوب، وتجمع أفراد العائلة معًا، وكأنهم يعلمون جيدًا أنّ سرّ الدفء هو العائلة، وأنّ أفضل ما يمكن أن يمارسوه مع نزول المطر هو أن يفتحوا قلوبهم لهذا الخير القادم. للمطر عاداتٌ كثيرة مرتبطة به، فالمطر يجعل الأرواح تنتشي، وما إن يبدأ بالهطول حتى يتجمع الجميع عند النوافذ المنتشرة في البيت ليراقبوا سقوطه على الأرض العطشى، ويستمتعوا برائحة الأرض بعده، ويستمعوا لصوته العذب وهو يغسل أوراق الأشجار والشوارع والبيوت، ويملأ المكان صخبًا رائع الجمال، فتفوح من البيوت رائحة الخبز والشاي، ورائحة الطعام المرتبط بالمطر، فكأن المطر عيدٌ يتجدد في كلّ موسم.
فأترع الغدر أي ملأها.